لماذا خالد النفيسي؟ بقلم المخرج عبدالله – الحقيقة نت

لماذا خالد النفيسي؟ بقلم المخرج عبدالله

البصمة العذراء التي يوقعها الإنسان هي البصمة التي تدل على المستقبل .. هذه حقيقة يجب أن نتوقف عندها بينما نستعيد بصمات الفنان المسرحي الراحل خالد النفيسي. تلك البصمة كانت رحلة سيرته المسرحية .. فبحسبها تعلمنا السيرة المتتالية للنفيسي .. كان الفنان المبدع العفوي الذي كان فيه .. كان يعرف ما يريد .. كان يعلم ذلك إذا كان أراد تشكيل حضوره وتمهيد طرقه إلى جانب الآخرين .. يجب أن يرسم لنفسه مسارًا مختلفًا. عن الآخرين .. ليس للاختلاف نفسه ، ولكن لما يعنيه ، ويحقق وينجز. هذا الاختلاف عن غيره من الكتاب المسرحيين الذين حققوا حضورهم قبله وبعده .. خالد النفيسي المسرحي المجد والعمل الدؤوب والصادق مع نفسه وجمهوره .. الذي لم يتوقف أثره .. بل أصبح منارة مسرحية تتذكرها الأجيال. …

شق النفيسي طريقه جيدًا وإرثه المسرحي الذي نفتخر به جميعًا باعتباره إنجازًا مسرحيًا غير مسبوق وحضور بارز للشخصية المسرحية التي تميزه دائمًا.

واصل النفيسي مسيرته على خشبة المسرح لعقود من الزمان .. كان مسرحيًا مقتدرًا ومتمردًا استطاع استيعاب كل خيوط المسرحية لتجسيد أدواره .. لم يكن بحاجة إلى خشبة مسرح تقليدية ، ولا ستارة من شأنها. كتلة ومنفتحة ، لكن بصيرته وطعمه المسرحي كانا محور حضوره المتقن على خشبة المسرح. المسرح يفتح عينيه وبصره على عالمه المسرحي بملامح خالد النفيسي التي لن تتكرر .. خصوصية هذه القدرة التي امتلكها النفيسي هي الشيء الوحيد الذي جعله متفردًا في شخصيته المسرحية. .

صحيح .. أن خالد النفيسي يثور على كل أدواره المسرحية ، ليجعل عقده الذي يصوغه حسب فهمه وخياله من طبقة راقية مع حضور مسرحي لافت .. من لا يفعل. تريد أن تكون جامدة وثابتة وتقليدية. لنفسه مكانه لا يحمل بصمات أي شخص آخر .. بصمة خالد النفيسي المسرحية مخزون من الخبرة الممتدة ومخزن من الأحلام والرؤى التي لا تنضب والتي يبني عليها مسرحياته .. وثقته في أدواته. كممثل كان الأكثر حضورا وسيبقى ويترسخ في حياتنا المسرحية بميزة لا تضاهى .. لهذا السبب .. يظل النفيسي متوهجا في كل الأوقات.

وجود أي إنجاز إنساني أو هدية يقدمها الفنان .. إنه تراكم للمعرفة والرؤى والتجارب والحب والتفاني والموهبة والقدرات ولا يمكن أن تولد من فراغ أو لا شيء .. من هنا آل- حقق النفيسي إنجازه المسرحي تفردًا وشكلًا وأسلوبًا لا يشبه أحدًا .. لذلك يظل أسلوبه الفني المتميز يمثل بصمة وتأثيرًا مسرحيًا في ذاكرتنا الجماعية.

– حضور الشخصيات المسرحية المجددة بأساليبها المبتكرة ووقفتها المسرحية الغنية .. شخصيات يجب مراعاتها وتقديمها للأجيال على أنها تمثل إنجازاً يجب محاكاته وأن يكون نموذجاً يستحق الفخر (قدوة مسرحية). الجائزة الكبرى لمهرجان أيام مسرح الشباب / 13 باسم (المسرحي الخالد .. خالد النفيسي) جائزة خالد مسؤولية الفائزين .. كل عام وأيام المسرح بخير.

المصدر: جريدة الانباء الكويتية