صراع رباعي مرتقب على بطولة الدوري الإنجليزي

صراع رباعي مرتقب على بطولة الدوري الإنجليزي


لم يتأثر عمالقة الدوري الإنجليزي الممتاز في كرة القدم مرة جديدة من الآثار الاقتصادية السلبية لجائحة “كوفيد-19” وأنفقت أموالا طائلة لتعزيز صفوفها عشية انطلاق الموسم الجديد الذي من المتوقع أن يشهد صراعاً رباعياً مريراً على اللقب الذي توج به مانشستر سيتي الموسم الفائت.

لم يتردد “سيتيزنس” في تحطيم الرقم القياسي في سوق انتقالات الدوري الإنجليزي ودفع مبلغاً مقداره 100 مليون جنيه إسترليني للحصول على خدمات جناح أستون فيلا ومنتخب إنجلترا جاك غريليش.

وسيحذو حذوه تشيلسي الفائز بدوري أبطال أوروبا على مانشستر سيتي بالذات في حال استعاد خدمات مهاجمه البلجيكي روميلو لوكاكو من إنتر الايطالي في صفقة ستبلغ 115 مليون يورو لتعزيز الجبهة الأمامية، وكذلك فعل مانشستر يونايتد وصيف الموسم الفائت بتعاقده مع الجناح الشاب جايدون سانشو من بوروسيا دورتموند الالماني ومدافع ريال مدريد الفرنسي رافايل فاران مقابل حوالي 125 مليون يورو للصفقتين.

لم يكن إحراز اللقب للمرة الثالثة في المواسم الأربعة الماضية كافياً لكي يروي المدرب الاسباني بيب غوارديولا غليله. بعد خيبة الأمل التي عاشها فريقه جراء خسارته نهائي دوري أبطال أوروبا، لا يريد المدرب العيش على أمجاد النجاحات المحلية فقط.

أضاف مانشستر سيتي سلاحاً نوعياً في ترسانته الهجومية تتمثل بجاك غريليش الذي تألق في صفوف أستون فيلا في الموسمين الاخيرين وفي صفوف منتخب بلاده في كأس أوروبا الاخيرة. لكن سيتي قد لا يكتفي بصفقة غريليش، لانه يتطلع الى التعاقد مع هداف توتنهام هاري كاين لا سيما بانه يفتقد الى مهاجم يلعب في مركز قلب الهجوم خصوصاً بعد رحيل هدافه التاريخي سيرخيو أغويرو الى برشلونة الاسباني بعد انتهاء عقده معه.

وبعد أن أنهى الموسم الفائت بطلاً متقدما بفارق 12 نقطة عن جاره يونايتد، يدخل سيتي حلبة الصراع مرشحاً لاحراز اللقب، لكنه يواجه انطلاقة صعبة للدفاع عن لقبه لانه سيتعين عليه مواجهة توتنهام، ليستر سيتي، أرسنال، تشلسي وليفربول في مبارياته السبع الاولى في ظل العودة المتأخرة لمعظم نجوم الصف الاول في صفوفه، وهي نقطة أشار إليها غوارديولا في تصريحاته الاخيرة مؤكداً أن فريقه سيعاني بعض الشيء في بداية الموسم، وقد انعكست سلباً خلال خسارته مؤخراً لقب درع المجتمع أمام ليستر سيتي صفر-1.

يأمل مدرب مانشستر يونايتد النرويجي أولي غونار سولشاير في أن يتمتع فريقه بالاستقرار في المستوى من أجل أن ينافس على اللقب الغائب عن خزائنه منذ عام 2013 عندما اعتزل اعظم مدرب في تاريخه السير أليكس فيرغوسون. اكتفى “الشياطين الحمر” منذ رحيل المدرب الأسكتلندي باحراز كأس إنجلترا عام 2016 باشراف المدرب الهولندي لويس فان غال، وكأس رابطة الأندية المحترفة والدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) بإشراف البرتغالي جوزيه مورينيو قبل أن يبلغ المباراة النهائية للمسابقة الاخيرة الموسم الماضي ويخسر أمام فياريال الاسباني بركلات الترجيح 10-11 بعد التعادل 1-1 في الوقتين الاصلي والإضافي. أنهى يونايتد الموسم الفائت من دون أن يخسر أي مباراة خارج ملعبه، واذا نجح في تكرار هذا الامر فأنه سيقطع شوطاً كبيراً نحو احراز اللقب.

من شأن تعزيز الجبهة الهجومية بسانشو لينضم إلى الأوروغوياني المخضرم إدينسون كافاني (34 عاماً) والفرنسي انتوني مارسيال ومايسون غرينوود وماركوس راشفورد ان يسجل الفريق الكثير من الاهداف. في حين سيمنح قدوم المدافع الفرنسي فاران بطل كأس العالم الامان لخط الدفاع لا سيما في ظل ارتفاع مستوى الثنائي هاري ماغواير قائد الفريق ولوك شاو.

وحده ليفربول لم يبادر الى ابرام صفقات كبيرة لكنه في المقابل، سيستعيد ثلاثي خط الدفاع المؤلف من الهولندي فيرجيل فان ديك وجو غوميز وكلاهما غاب معظم فترات الموسم الفائت والكاميروني جويل ماتيب الذي غاب بدوره لاشهر عدة، بالاضافة الى قائده المؤثر جوردان هندرسون الذي غاب عن الأشهر الاربعة الأخيرة من الدوري. لكنه في المقابل خسر جهود لاعبه وسطه الاخير الهولندي جورجينيو فينالدوم لصالح باريس سان جيرمان الفرنسي بعد فشله في التوصل الى اتفاق لتجديد عقده المنتهي في 30 يونيو الماضي. كما أصيب ليفربول بنكسة جديدة حيث سيفتقد لجهود الإسكتلندي أندي روبرتسون (27 عاماً) خلال الاسابيع الاولى من الدوري اثر تعرض الظهير الأيسر لالتواء في الكاحل خلال المباراة الودية أمام أتلتيك بلباو الإسباني الأسبوع الماضي.

ويستطيع ليفربول الاعتماد على مهاجميه المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه وكلاهما لم يشارك في اي بطولة خلال الصيف، بالاضافة الى الظهير الايسر ترنت ألكسندر آرنولد الذي غاب عن صفوف انكلترا في كأس أوروبا بداعي الاصابة. وكان ليفربول تعاقد في سوق الانتقالات الشتوية في الموسم الماضي مع الجناح البرتغالي ديوغو جوتا الذي ابلى بلاء حسنا وبات يشكل خطورة على المركز الاساسي للبرازيلي روبرتو فيرمينو.

احتاج المدرب الالماني توماس توخيل الى ستة أشهر فقط ليضرب بقوة على رأس الجهاز الفني لتشلسي بعد حلوله بدلاً من فرانك لامبارد المقال من منصبه، فقاده الى إحراز دوري أبطال أوروبا على حساب مواطنه سيتي، قبل أن يفوز الأربعاء بكأس السوبر الأوروبية بركلات الترجيح 6-5 على حساب فياريال الاسباني بعد التعادل 1-1 في الوقتين الأصلي والإضافي. لم يتردد مالك النادي رجل الاعمال الثري الروسي رومان أبراموفيتش في دعم مدربه من خلال محاولة استعادته لخدمات مهاجمه البلجيكي لوكاكو الذي ترك الفريق عام 2014.

كما أن توخيل نجح في استعادة التوازن في خط الدفاع الذي شهد عدم استقرار في عهد لامبارد، في حين يقود خط الوسط الثلاثي المؤلف من الفرنسي نغولو كانتي والكرواتي ماتيو كوفاسيتش والايطالي جورجينيو، والاخير من الاسماء المرشحة للمنافسة على الكرة الذهبية بعد المستوى الرائع الذي ظهر فيه مع تشلسي ومع منتخب ايطاليا المتوج بكأس اوروبا.



Source link